عفوا رسول الله ....سامحنا

عفوا رسول الله سامحنا .... عفوا رسول الله لم نستطع رد الاساءة ..... كان لزاما علينا الاعتذار ... كان لزاما علينا ان نقف مع انفسنا لرد الاعتبار .. ونقول لك عفوا رسول الله سامحنا ... هم لم يروك او يعرفوا اخلاقك ..انما رأونا ..... لم يشاهدوا حلمك ..بل شاهدوا جهلنا ... لم يتعرفوا على صبرك بل شاهدوا تعصبنا .... لم يعرفوك او يتهجموا عليك في صحفهم ... انما كان هجومهم علينا نحن ..هم شاهدونا نحن وعرفونا نحن ولم يشاهدوك ... نحن من كان فى رسمهم فى الكاريكاتيرات ولست انت .. هم رأوا فينا غياب الضمير ...رأوا فينا الفساد والجهل والتعصب ...آه لو عرفوك ولو رأوك لعرفوا حلمك على من آذاك ..وصبرك على الشدائد ..ماشاهدوا تواضعك فى وقت النصر ... ولا تحملك فى وقت الهزيمة ماشاهدوا رحمتك بالرضيع الذى بكى وهو مع أمه فى الصلاة فتجاوزت فى صلاتك رحمة به ...ماشاهدوك ولا عرفوك حين آذاك أهل الطائف وجائك ملك الجبال وقال لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين , ولكنك رفضت لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا اله الا الله ..... لم يشاهدوك حين تكالب عليك الناس فى الطرقات وفى شعاب مكة وقذفوك بالحجارة وانت تقول اللهم اهد قومى فاإنهم لا يعلمون ... لم يشاهدوك وانت تبكى شوقا لاناس من أمتك يأتون ويتبعوك دون أن يروك ,,, لم يروك فى وقت النصر والعز وانت على ابواب مكة وتدخل مدليا رأسك على صدرك حتى لا يصيبك زهو المنتصرين ولم يشاهدوك حين استطعت ان تملك من كانوا يقومون على تعذيبك لتفعل بهم ماشئت الا انك تبشرهم بقولك اذهبوا فاأنتم الطلقاء .
لم يشاهدوك انسانا على فراش الموت تخبر ابنتك فاطمة انك ميت اليوم فتراها تبكى وتقول واكرب ابتاه فتقول لها لاكرب اليوم وتخبرها انها اول من سيلحق بك من آل بيتك فتسر قلبها الذى سيشتاق اليك , لم يشاهدوك وانت تبتسم فى وجه الصحابة فيقولون انهم مااطلعوا عليك قط الا ورأوك مبتسم الوجه. ماشاهدوك فى وسط ماتلاقيه من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وفى أثناء ذلك كله تكون خير زوج وتخرج مع زوجتك السيدة عائشة الى البادية فتسابقها فى البادية وتسبقها حينا وتتركها لتسبقك حينا .

لم يشاهدوا رحمتك بقومك وحلمك ولم يشاهدوا تركك لبعض الامور لتكون شورى بين الناس كما فى غزوة الخندق عندما امرت الصحابة بالانسياق لامر الصحابى سلمان الفارسى بحفر الخندق ليكون بينهم وبين الكفار .

لم يشاهدوا تلاحم القائد والقدوة بشعبه فى أكثر الممالك عدلا جاءت على وجه البسيطة فى المدينة المنورة .. لم يشاهدوك عندما جاء الصحابة يشكون اليك الجوع أثناء حفر الخندق فيكشف كل واحد منهم على حجر ربطه على بطنه ليقيه شدة الجوع فإذا بك تظهر لهم حجرين تربطهم على بطنك , لم يروا قائد أكثر الاماكن عدلا على الارض وزوجته تقسم ان الشهور قد تمر على داره دون ان توقد النار .

لم يشاهدوك يا خير الانام فى الاسراء والمعراج حين تشعر بالحنين لامتك والشفقة بهم وتطلب من ربك ان يخفف عليهم الفروض التى فرضها عليهم حتى تصبح خمس صلوات فى اليوم والليلة كاأجر خمسين . لم يشاهدوك وانت تلاطف الحسن والحسين . لم يشاهدوك يا رسول الله وانت تقول على أسامة بن زيد الحب ابن الحب , لم يشاهدوا هذا كله انما شاهدونا نحن .

لم يشاهدوك حين جاء اليك اسامة بن زيد الذى تحبه ليشفع عندك فى امرأة مخزومية سرقت كى لا يقام عليها الحد واذا بك تقول وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .

لم يشاهدوك فى وسط جيشك ويتكالب عليك الصناديد من الكفار فى غزوة احد ليقتلوك ويهاجموك حتى دخلت حلقات المغفر فى جلدك وانتا تقول لن يفلح قوم آذو نبيهم ... لم يشاهدوك حين كنت احسن معلم فى التاريخ بشهادة الصحابة فانت لا تنهر ولا تتهكم ولكن تعلم الناس بحلمك .


لم يشاهدوك يا خير الانام ولم يعرفوا يوما انك ادخلت السرور على الكثير والكثير من البشر ان جعلك الله سببا لهدايتهم الى سيبل الرشاد لم يشاهدوك حينما كنت يتيما وتخرج من بلدك ودارك مع حليمة السعدية فتحل البركة بدارها ويزيد انتاج غنمها وترى الخير فى رحلها .

لم يشاهدوك قائدا عسكريا توصى جنودك باألا يقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا ولا يقطعوا شجره ولا يهدموا صومعه .

لم يشاهدوك وانما شاهدونا نحن .. شاهدوا مننا التعصب فى الدين وانت قلت { هلك المتنطعون } (المتنطعون : أى المتعصبون ) , شاهدوا منا من يقتل الامنين بإسم الدين وانت قد قلت ( من آمن رجلا ثم قتله فاأنا برئ منه وإن كان المقتول ذميا ) شاهدوا منا من يبيع ضميره من أجل عدة جنيهات وانت قد حذرت وقلت ( ألا وشهادة الزور )

هم رأونا فرسمونا فكان لزاما علينا الاعتذار يارسول الله ...سامحنا